أقبل للفند الزماني بنتان بذيئتان جريئتان، فتكشفت إحداهما، وجعلت تحرض الناس وتقول:

وعى وعى حر الجلاد والتظى ... وملئت منه الصحارى والربا

يا حبذا المحلقون بالضحا

وجعلت الأخرى تقول:

نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق

إلى آخر الشعر، فطارق على رواية من روى هذا الشعر لهند بنت عتبة، أو لبنت الفند الزماني، تمثيل واستعارة، لا حقيقة، وإنما شبهت أباها بالنجم الطارق في شرفه وعلوه، وعلى رواية من رواه لهند بنت بياضة بن رياح بن طارق، حقيقة ليس باستعارة، لأن طارقاً كان جدها. والأظهر من هذا الشعر أنه لهند بنت بياضة، وإنما قاله غيرها متمثلاً. إلى هنا كلام ابن السيد. وتبعه اللبلي حرفاً بحرف، وقولهما: قالته يوم بدر، صوابه: يوم أحد. كما قاله الجوهري في شرحه، وكذا هو في كتب السير. قال ابن سيد الناس في غزوة أحد: فلما التقى الناس قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف، يضربن بها خلف الرجال، ويحرضنهم، فقالت هند فيما تقول:

ويهاً بني عبد الدار ... ويهاً حماة الأدبار

ضرباً بكل بتار

وتقول:

إن تقبلوا نعانق ... ونفرش النمارق

أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق

انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015