وأنشد بعده:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد
وتقدم الكلام عليه في الأنشاد الثاني والخمسين بعد المائة.
(618) وبدلت والدهر ذو تبدل ... هيفاً دبوراً بالصبا والشمأل
على أنه فصل بجملة "والدهر ذو تبدل"، بين الفعل ومفعوله لتسديد الكلام وتوكيده، وبدلت: بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير الريح في قبله، والهيف، بالفتح: ريح مكباء تهب بين الجنوب والدبور، وهي حارة، وقال الأزهري في "التهذيب" قال الليث: الهيف ريح باردة تجيء من مهب الجنوب، وهي أيضاً كل ريح سموم تعطش المال وتيبس النبات، وعن ابن السكيت: الهيف والهوف: ريح حارة تأتي من قبل اليمن، وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال:
نكباء الصبا والجنوب: مهياف ملواح ميباس للبقل، وهي التي تجيء بين الريحين، قلت: والذي قاله الليث في الهيف: ريح باردة خطأ، لا تكون الهيف إلا حارة. انتهى.
والدبور، بفتح الدال، ريح تهب من ناحية المغرب، والصبا: تقابلها من ناحية