وأخمله، وكان قد قاوم جريرًا في قصائد، ثم ضج إلى الفرزدق، واستغاث به، وذلك قوله:
لَعَمْرِي لَقَدْ أَلْهَى الفَرَزْدق قَيْدُهُ
وعدَّه الناسُ مغلبًا. انتهى.
وقال ابن قتيبة في كتاب "الشعراء": كان البعيث أخطب بني تميم إذا أخذ القناة، وله عقب بالبادية، وكان يُهاجي جريرًا، وقال أبو عبيدة: سألتُ بعض بني كليب ما أشدّ ما هُجيتُم به؟ قال: قول البعيث:
أَلَسْتَ كُلَيْبيًا إِذَا سِيمَ خُطَّةً ... أَقَرَّ كَإِقْرَارِ الحَلِيلَةِ لِلْبَعْلِ
وَكُلُّ كُلَيْبِيٍّ صَفِيحَةُ وَجْهِهِ ... أَذَلُّ لِأَقْدَامِ الرِّجَالِ مِن النَّعْلِ
أَعَلَاقَةً أُمَّ الْوُلَيِّدِ بَعْدَمَا ... أَفْنَانُ رَأْسِكَ كَالثَّغَامِ المُخْلِسِ
على أنه قيل: ما كافة لـ "بعد" عن الإضافة، وقيل: مصدريّة، وهو الظاهر، وهو قول جماعة منهم الإسفراييني صاحب "اللباب" قال فيه: ليست ما في البيت بكافة لبعْد عن الإضافة، بل مهيئة للإضافة إلى الجملة، وقال في ما علقه عليه: و"ما" في البيت وإن حكم بأنّها كافة إلاَّ أنَّ ذلك لا يعجبني، فإنَّ "بعد" في البيت على معناه الأصلي من اقتضاء الإضافة إلى شيء، وهو في المعنى مضاف لما بعده، كأنه قيل: بعد حصول رأسك أشمط كالثغام المخلس، فما ذكرت أقرب إلى الصّواب إن شاء الله تعالى. انتهى. وتبعه المحقق الرضي قال: ما فيه مصدريّة على قول بعضهم خلافًا لسيبويه، وسبقهما الأعلم وابن خلف، وأورده سبيويه في