وتاللهِ ما إنْ شهلةٌ أُمُّ واحدٍ ... بأوجَدَ مِنِّي أنْ يُهَانَ صغِيرُها
على أنَّ ابن جني قال: "إن" تشارك "ما" في النيابة عن الزمان، والتقدير هنا: وقت أن يهان صغيرها، والبيت من قصيدة طويلة لمساعدة بن جؤبة مذكورة في "أشعار الهذليين"، وبعده:
رأتْهٌ على يَأسٍ، وقد شابَ رأسُها ... وحينَ تصدَّى للهوانِ عشيرُهَا
فشبَّ لها مثلُ السنانِ مبرأٌ ... إمامٌ لنادي دارِها وأميرُها
قال أبو بكر القاري في شرحه: شهلة: امرأة كبيرة، بأوجد: بأشد وجدًا مني، وصغيرها: ولدها، وتصدَّى: تعرَّض لهوانها زوجها، كبرت فهانت عليه، والنادي: المجلس. انتهى. ومطلع القصيدة:
أهاجكَ مِنْ عيرِ الحبيبِ بُكورُها ... أجدَّت بليلٍ لم يُعَرِّجْ أميرُها
تحمَّلْنَ مِنْ ذاتِ السُّليمِ كأنَّهَا ... سفائنُ يمٍ ينتحيها دبُورُهَا
والهمزة في أهاجك للاستفهام، وبكورها: فاعله، ولم يعرج: لم يعطف، ولم يمل، وأميرها: الذي يأمرها بالسير، وسفائن: جمع سفينة، اليمّ: البحر، وينتحيها: يقصدها، والدبور: الريح التي من ناحية المغرب، وساعدة بن جؤية تقدمت ترجمته في الإنشاد الثالث من أول الكتاب.
أليسَ أميري في الأمورِ بأنتما ... بما لستُما أهلَ الخيانةِ والغدرِ
على أنَّ وصل ما المصدرية بالفعل الجامد نادر، ولم يرتضه أبو علي في "الشيرازيات"