لأنَّ أما لا يليها إن المكسورة، فجائز أن يقال: أمّا معلوم، فإنك فاضل، وأمّا أنك فاضل فمعلوم، ومنه قوله: دأبي اصطبار .. البيت، والرواية عنده في الكتابين: دأبي اصطراب، والدأب: العادة والشأن، قال الزمخشري: الدأب في الأصل مصدر دأب في العمل: إذا كدح فيه فوضع موضع ما عليه الإنسان من شأنه وحاله، والوجد: الحزن، والبري: النحت، يقول: شأني وعادتي الاصطبار على الشدائد، وأما جزعي يوم الفراق، فلوجد كاد يهلكني، قال آخر:
لقتلٌ بحدِّ السيفِ أهونُ مَوْقِعًا ... على النفسِ مِنْ قتلٍ بحدِّ فِراقِ
والبيت مشهور في كتب النحو، ولم يعرف قائله والله أعلم.
ما أطيبَ العيشَ لو أن الفتى حجرٌ ... تنبُو الحوادِثُ عنه وهو ملمُومُ
على أنَّ خبر أنَّ الواقعة بعد لو فيه اسم جامد، قال أبو حيّان في "شرح التسهيل": زعم السيرافي أنه لابدَّ أن يكون خبر أنَّ الواقعة بعد لو فعلًا، قال بعض أصحابنا: وذلك على جهة الغلط من السيرافي، ونسب المصنف - يعني ابن مالك - هذا المذهب إلى الزمخشري، قال المصنف في "شرح الكافية": وقد حمل الزمخشري ادعاؤه إضمار "ثبت" بين لو وأنّ على التزام الخبر فعلًا، ومنعه أن يكون اسمًا، ولو كان بمعنى فعل، نحو: لو أنَّ زيدًا حاضر، وما منعه شائع ذائع في كلام العرب، كقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) [لقمان/ 27] وكقول الزاجر:
لَوْ أنَّ حيًّا مُدْرِكُ الفلاحِ