فلمّا قدّم صار حالًا يقول: لمّا رأت زوجتي إيثاري للمحتاجين ألبان هذه الإبل تألّمتْ كأنما أخذتها الحُمّى النّافض من شحّها.
وقوله: رأت رجلًا كيصى، أي: بخيلًا، فيمرّ به وهو مغطى على القوم الحاضرين؛ فلا يعطيهم.
وقوله: فلمّا رأته .. الخ، جواب لمّا محذوف أي: أعجبها. وقوله: "وقالت": معطوف على هذا المحذوف، أو الواو زائدة، وقالت هو الجواب، وأبونا، أي: أبو منزلنا، وهو مثل قوله: أمّنا.
وقوله: وقالت فلان .. الخ، يقول: إنَّ امرأته قالت: إنَّ صاحب الوطب قد أعاش عياله، وأنت تسقي النّاس اللَّبن غير عيالك، فقد هزلتهم.
وقوله: وقسّم .. الخ، هذا من مقولها أيضًا، والرّسل، بالكسر: اللّبن، واللّقاح: جمع لقوح، وهي ذات اللّبن، والمحالب: جمع محلب، بكسر الميم، إناء يحلب فيه، والمهبل بفتح الأوَّل والثّالث: المطلب.
وقوله: إذا وردت .. الخ، هذا أيضًا من مقولها، يعني: قالت: إذا وردّتْ اللّقاح من الماء، فآثرْ العيال بلبنها على كلّ حقّ يلزمك، وبعد العيال اشربْ أنت ومن تحسن إليه.
وقوله: ألم يك .. الخ، هذا من كلامه جوابًا لها يقول: قد أعاننا صبيان العطن، وأهل مجلس قريب، فنستحي أن نلقي الوطب ولا نسقيهم.
وقوله: عليهنَّ .. الخ، يقول: على اللّقاح يوم يردن الماء حقٌّ يسقي ألبانهنَّ من حضر الماء، ثمَّ يصبحن يوم غبّهنَ عندكِ حُفَّلًا، أي: ممتلئات الضّروع، فاصبري واحتملي ذلك اليوم.
وقوله: فإن تصدري .. الخ، المعجّل: الّذي يجيء بالإعجالة قبل ورود الإبل بيومٍ أو بيومين، معه الوطاب، وذلك اللّبن الّي يجيء به يقال له: الإعجالة، ليسقي النّاس والأضياف، يقول: إنْ تصدري من الماء مع الإبل حلبت دونك حلبة للأضياف، وإن تحضري الماء يبطيء عليك المعجّل.