وقد ضمَّن بعضهم البيت الثاني شعره وأجاد في التضمين قال:
أصبح برذوني المرقَّع باللّصقات في حسرةٍ يكابدها
رأى حمير الشَّعير عابرةً ... عليه يومًا فظلَّ ينشدها
قفا قليلًا بها علي .. البيت.
وأنشد بعده:
إنَّ محلًّا وإنَّ مرتحلًا ... وإنَّ في السَّفر إذ مضوا مهلا
وتقدَّم شرحه في الإنشاد التّاسع عشر بعد المائة.
(391) من صدَّ عن نيرانها ... فأنا ابن قيسٍ لا براح
على أنَّ "لا" هنا عاملة عمل ليس، وبراح: اسمها، والخبر محذوف تقديره لي.
وأنشده سيبويه أيضًا على إجرائها مجرى ليس في بعض اللّغات. قال ابن خلف: ويجوز رفع "براح" على الابتداء، غير أنَّ الأحسن- حينئذ- تكرير "لا" قال: المبرد- كما نقله النحاس- لا أرى بأسًا أن تقول: "لا رجل في الدار" في غير ضرورة، وكذا "لا زيد في الدّار" في جواب: "هل زيد في الدار" وصد: أعرض، والضمير في نيرانها للحرب، وقوله: فأنا ابن قيس أي: أنا المشهور في النجدة كما سمعت، وأضاف نفسه إلى جدّه كما سمعت، وأضاف نفسه إلى جدّه الأعلى لشهرته به، وجملة "لا براح لي" حال مؤكدة لقوله: أنا ابن قيس ثابتًا في الحرب. وإتيان الحال بعد أنا ابن فلان كثير كقوله:
أنا ابن دارة معروفًا بها نسبي