يقال: أشاح يشيح: إذا حمل، ويقال في هذا المعنى: رجل شيح، كما يقال: ناقة نقض، قال أبو ذؤيب:

وشايحت قبل اليوم إنَّك شيح

انتهى. وقوله: وقولي، هذا معطوف كالَّذي قلبه على بلائي، وهو مصدر مضاف إلى فاعله أيضًا. والمصراع الثاني مقول القول، وكان الدماميني لم يستحضر ما قبله من إلاَّبيات، فقال: قولي: مبتدأ، وجملة: مكانك تحمدي الخ، خبره، على حد: قولي لا إله إلاَّ الله، وتبعه الشيخ خالد في "التصريح وابن الملا في "الشرح"، . وكلّما ظرف متعلق بقولي، وتقدَّم تفسير جشأت، وفاعله ضمير النفس في البيت قبله، وجاشمت النفس: اضطربت، وجاشت القدر: غلت، وكلّ شيء علا فقد جاش، حتى الهموم في الصدر، وغفل أبو عبيد البكري عن مرجع ضمير جشأت في البيت السابق، فقال في "شرح نوادر القالي": روى غير واحد: "وقولي كلّما جشأت لنفسي" وهو أحسن من وجهين، أحدهما: إنَّ جشأت وجاشت بمعنى واحد، معناهما إلاَّرتفاع، والثاني: رجوع الضمير إلى مذكور، هذا كلّامه، وليس معناهما واحدًا كما زعم، وقد استشهد صاحب "الكشاف" بهذا االبيت عند قوله تعالى: {إذ همت طائفتان منكم إنَّ تفشلا} [آل عمران/122] على أنَّ النفس عند الشدة لا تخلو من هلع، ثمَّ يردها صاحبها إلى الصبر، ويوطنها على احتمال المكروه. وقوله: مكانك بكسر الكاف: اسم فعل أمر بمعنى اثبتي، بدليل جزم تحمدي، فانه مجزوم في جواب الأمر، وبه استشهد المصنف في "الأوضح" ولو جمل ظرفًا لتعلق إما بفعل وإما صفة، كما هو شأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015