وقال: اختلفوا في معناه لا في لفظه، فقال الأصمعي: اللفظ على مذهب: أنت يا طلل، فقد تفرق أهلك وذهبوا، فكيف تنعم؟ والمعنى: كيف أنعم أنا؟ كأنه يعني أهل الطّلل، والمخلد: الطويل العمر الرخي البال، ومخلد: إذا لم يشب، وقال غيره: المخلّد: المقرّط، والقرط: الخلدة، من قوله عزّ وجلّ: {ولدان مخلَّدون} [الوافعة / 17] أي: مقرّطون، ولو كان يصفهم بالخلود لما ذكر الولدان دون أهل الجنة، ورواه بعضهم:
وهل ينهمن إلاَّ خليُّ مخلَّد
وقال: يعني غلامًا حدثًا من العشق. انتهى. وترجمة امرئ القيس تقدَّمت في الإنشاد الرابع.
(280) أنا أبو سعد إذا اللَّيل دجا ... تخال في سواده يرندجا
على أنَّ "في" زائدة، قال أبو حيان: وزعم بعض أصحابنا، وتبع أبا علي أنَّ "في" تأتي زائدة في ضرورة الشعر، قال: ومن ذلك قول سويد بن أبي هاكل: أنا أبو سعد .. الخ، وقال الأزدي: إنَّ المعنى: تخال سواده يرندجًا إلاَّ أن ذلك من القلًّة بحيث لا يقاس عليه. انتهى. وكذا قال ابن عصفور في كتاب "الضرائر" واليرندج، بالمثناة التحتية، ويقال بدلها بالألف: الأرندج، على وزن سفرنجل، له معنيان: أحدهما، وهو المشهور: الجلد الأسود، وثانيهما: ما نقله الصَّاغاني في "العباب" عن أبي مسحل الأعرابي أنه السواد الَّذي يسوّد به الحف، وقال صاحب "القاموس": هو: السواد يسوّد به الحفّ، أو هو الزاج.