كما زعم ابن حجر في "الإصابة" وتبعه السُّيوطي، لأنه غير منقول: شاعر مشهور في الجاهلية والإسلام، عدَّه الجمحي في الطبقة الثانية من شعراء الإسلام، وقال: سحيم بن وثيل شاعر خنذيذ، شريف مشهور الذكر في الجاهلية والإسلام، وعاش في الجاهلية أربعين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وهو من المخضرمين، وهو الذي غالب والد الفرزدق في نحر الإبل، فبلغ عليًا رضي الله عنه، فأفتى بحرمته وتأتي القصة إن شاء الله تعالى في بحث "لولا".

والمخضرم، بالخاء والضاد المعجمتين على صيغة اسم المفعول، ونقل السيوطي في "شرح التقريب" عن بعض أهل اللغة كسر الراء أيضًا، وحكى كراع: محضرم بحاء مهملة، من الحضرمة، وهي الخلط، لأنه خلط الجاهلية والإسلام، وحكى ابن خلكان كسر الراء أيضًا في هذا، قال صاحب "اللقاموس": المخضرم: الماضي نصف عمره في الجاهلية، ونصفه في الإسلام، وقيل: من أدركهما، وهذان القولان يعمان الشاعر وغيره، ثم توسع حتى أطلق على من أدرك دولتين، كرؤبة وحماد عجرد، فإنهما أدركا دولة بني أمية، ودولة بني العباس.

والشعراء أربع طبقات: جاهلي، ومخضرم، وإسلاميّ، ومحدّث. وهم أربعة أقسام: شاعر خنذيذ، كقنديل، وهو الذي يجمع إلى جيّد شعره رواية الجيد من شعر غيره، وشاعر مفلق، وهو الذي له شعر جيّد ولا رواية له، والمفلق الذي يأتي بالفلق، بالكسر وهو العجب، وقيل: الداهية، وشاعر وهو الذي فوق الرديء بدرجة، وشعرور، وهو لا شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015