جلا اسم غير منصرف عند عيسى بن عمر، لأنه منقول من الفعل، ولم يشترط غلبة الوزن بالفعل. ثالثها: مذهب سيبويه، وهو أنَّ جلا اسم نقل من الفعل مع ضميره المستتر فهو جملة محكية، ويرد عليهما أنَّ حلا ليس اسمًا لأبي الشاعر، ولا لقبًا له كما يعلم نسبه. رابعها: ما ذكره ابن الحاجب في أماليه، وهو أن يكون جلا اسمًا بتقدير "ذي" أي: أنا ابن ذي جلا، والجلا: هو انحسار الشعر عن مقدم الرأس، قيل: وهو من دلائل الكرم، لأنَّ العرب تقول: الذي ولد أصلع يكون كريمًا بحسب الغالب، وعندي أنَّ جلا وصف بمعنى المشهور، قال المبرد في "الكامل": ابن جلا: المنكشف الأمر، وقال القالي في "أماليه" يقال: هو ابن جلا، أي: المنكشف المشهور الأمر، وابن أجلى مثله. وقال ابن الأثير في "المرصع": ابن جلا وابن أجلى: الرجل المعروف المشهور، والأمر الواضح المكشوف. وقال صاحب كتاب "ألف با": أنا ابن جلا وابن أجلى، وهما بمعنى المنجلي والأمر المنكشف، وهو أول النهار، وقال صاحب "القاموس": وابن جلا: الواضح الأمر كابن أجلى، وقال ابن الأنباري في "المقصور والممدود": أنا ابن جلا: أنا ابن البارز الأمر، أنا ابن من لا ينكر. فهذا كله يدل على أنه اسم جنس غير مختص بأحد، بل يجوز لكل أحد أن يقول للتمدح: أنا ابن جلا، كما قال اللعين المنقري يهجو رؤبة بن العجّاج:

إني أنا ابن جلا إن كنت تعرفني ... يا رؤب والحيَّة الصَّمَّاء في الجبل

وقال آخر:

أنا القلاح بن جناب بن جلا

قال العسكري في كتاب "التصحيف": جناب: جدّ القلاح انتسب إليه، وابن جلا" ليس بجد له، وإنما أراد: أني أنا ابن الأمر المكشوف، مثل قول سحيم:

أنا ابن جلا ... وطلَّاع الثَّنايا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015