لبئس نصيب القوم من أخويهم ... طراد الحواشي واستراق النَّواضح

وما زال من قتلى رزاحٍ بعالجٍ ... دمٌ ناقعٌ أو جاسدٌ غير ما صح

دعا الطَّير حتَّى أقبلت من ضرَّيةٍ ... دواعي دمٍ مهراقه غير بارح

عسى طيِّئٌ من طيِّئٍ ... . . . . . البيت

ويريد بأخويهم: صاحبيهم، يقال: يا أخا بكر، يراد: يا واحدًا منهم.

والحاشية: صغار الإبل ورذالها، والنواضح: جمع ناضحة، وهي الإبل التي يستقى عليها الماء، جعلت كأنها تنضح الزرع والنخل، "وطراد" وما عطف عليه: بدل من نصيب، يقول: إنهم لا يقدمون على القوم، ويغزون على حواشيها دون جلتها، لأن الصبيان يرعونها، يعني: بلغ من جبنهم أن لا يتعرضوا للرعاة، إلا سرقة يسرقون النواضح، ويطردون الحواشي، فيرضون بذلك من طلب الثأر، فبئس العوض ذلك من دم أخويكم! يهزأ بهم. وهذا تعريض بمن وجب عليه طلب الدَّم، فاقتصر على الغارة وسرقة الإبل، وفيه بعث على طلب الدَّم، وأكد ذلك بقوله: وما زال من قتلى رزاح .. الخ هو براء مفتوحة، وزاي فحاء مهملة: قبيلة من خولان، وقتلى: جمع قتيل، وعالج بالجيم: موضع بالبادية فيه رمل، والدَّم الناقع بالنون والقاف، قيل: الثابت، وقيل: الطريّ. والدَّم الجاسد بالجيم، قيل: القديم، وقيل: اليابس والماصح بالصاد المهمله؛ من مصح- كمنع- مصوحًا: ذهب وانقطع، يقول:

لا يزال من مقتولي هذه القبيلة بهذا المكان دم طريّ ويابس غير زائل، يعني: أن دماءهم باقية بحالها

ما لم يثأروا بها، لأن غسل تلك الدماء إنما يكون بما يصب من دماء أعدائهم، ولم يكتف بهذا الإغراء

حتى قال: دعا الطير .. الخ، يقول: دعا دواعي دماءهم طيور الأماكن البعيدة، والجبال المطلة، حتى أتت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015