على أنه قد يأتي المضارع المجرّد من أن بعد مرفوعها، وهو قليل، قال سيبويه: واعلم أن من العرب من يقول: عسى يفعل، يشبهها يكاد يفعل، فيفعل حينئذ في موضع الاسم المنصوب في قوله ا:

"عسى الغوير أبؤسًا"، فذا مثل من أمثال العرب، أجروا فيه عسى مجرى كان، قال هدية: عسى الكرب الّذي أمسيت فيه. . البيت، وقال:

عسى الله يغني عن بلاد بن قادرٍ ... بمنهمرٍ جون الرَّباب سكوب

وقال:

فأمَّا كيِّسٌ فنجا ولكن ... عسى يغترُّ بي حمقٌ لئيم

انتهى. قال الأعلم: الشاهد في هذه الأبيات: إسقاط"أن" ضرورة، ورفع الفعل والمستعمل في الكلام أن يكون كما قال تعالى: {عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ ربُّكَ} [الإسراء/79] و {فعَسَى اللهُ أنْ يأتيَ بالفَتْحِ} [المائدة/52].

والمنهمر: السائل، والجون، بفتح الجيم: الأسود، والرباب، بالفتح: السحاب، والحمق، بكسر الميم: الأحمق. وكذا قال بن عصفور في كتاب"الضرائر" وبعد أن ساق هذه الأبيات وغيرها قال: وما ذكرته من استعمال الفعل الواقع في موضع خبر"عسى" بغير"أن" ضرورة هو مذهب الفارسي، وجمهور البصريين، وظاهر كلام سيبويه يعطى أنه جائز في الكلام، لأنه قال: واعلم أن من العرب من يقول: عسى يفعل، تشبيهًا بكاد، فأطلق القول، ولم يقيد ذلك في الشعر، إلا أنه ينبغي أن لا يحمل كلامه على عمومه،

لما ذكره أبو علي من أمها لا تكاد تجئ بغير"أن" إلا في ضرورة، وأيضًا فإن القياس يقتضي أن لا يجوز ذلك إلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015