تقول بنتي قد أنى إنا كا ... فاستعزم الله ودع عسا كا
يا أبتا علَّك أو عسا كا
انتهى. وتبعه من جاء بعده من شراح الشواهد، وقالوا تبعًا له: أنى: فعل ماض بمعنى قرب، والإنى، بكسر الهمزة والقصر: الوقت، أى: حان حين ارتحالك إلي سفر تطلب رزقًا، فسافر لعلك تجد رزقًا. أو: حان رحيلك إلي من تلتمس منه شيئًا تنفقه علينا. وعلك: بمعنى لعلك، والخبر محذوف. وزعم العيني وتبعه السيوطي أن"إناك" بفتح الهمزة والمدّ على وزن فعال، اسم من الفعل المذكور، لكنه قصر. وقد خطأ أبو محمد الأسود الأعرابي بن السيرافي في" فرحة الأديب" وهو انتقادات فيما زلّ به بن السيرافي في
"شرح شواهد سيبويه" قال: خلط بن السيرافي ههنا من حيث أن النوى أشباه، وصحف في كلمة من
البيت أيضًا، وهو قوله: "يا أبتا" وإنما هو: "تأنيًا" وسيأتيك بيانه في موضعه، وذلك أن قوله:
فاستعزم الله ودع عساكا
من أرجوزة، وقوله:
تأنّيًا علّك أو عساكا
من أرجوزة أخرى، فالتي فيها "فاستعزم ان" هى قوله يمد الحارث بن سليم الهجيمي:
تقول بنتي أنى إناكا ... فاستعزم الله ودع عساكا
ويدرك الحاجة مختطّاكا ... قد كان يطوى الأرض مرتقاكا
تخشى وترجى ويرى سناكا ... فقلت إِّني عائكٌ معاك