ليس يأتيك منهيها/ قد قال: ليس بآتيتك الأمور، وحينئذ جاز أن يقول: ولا قاصر عنك مأمورها، ويكون المأمور مضافاً إلى ضمير الأمور، وعند سيبويه وغيره: أن المضاف إلى الشيء إذا كان بعضاً له، جاز أن يجعل الخبر عن بعضه على لفظ الخبر عن جميعه، فمن ذلك قولهم: قد ذهبت أصابعه، ومثل هذا فعل سيبويه في البيت، كأنه لما كان يريد المنهي، ولو قال: وليست بآتيتك الأمور وهو يريد المنهي، لجاز. إلى هنا كلام ابن خلف. والله أعلم.
(232) وما أصاحب من قومٍ فأذكرهم ... إلّا يزيدهم حبًّا إليًّ هو
على أن ابن مالك قال: أصله يزيدون أنفسهم، فحذف أنفس فصار: يزيدونهم حبًا إليَّ هم، فـ"هم" الأخيرة: فاعل، وهم الأولى في الأصل: مضافًا إليه، أو "أنفس" المحذوف هو المفعول المضاف، و"هم" في المواضع الثلاثة: ضمير قوم الشاعر، ولا يجوز أن يكون هم في يزيدهم مفعولًا، وهم الأخيرة فاعلًا.
قال ابن مالك في "شرح التسهيل": وظن بعضهم أن هذا جائز في غير الشعر، لأن قائله لو قال: يزيدونهم، لصح، فيجعل المتصل هو الواو فاعلًا، والمنفصل توكيدًا، وهذا وهم، لأن ذلك جمع بين ضميرين متصلين لمسمى واحد، أحدهما فاعل والآخر مفعول، وذلك لا يكون في غير فعل قلبي. انتهى.