قال: يقول: لم نعدل سوى النبي صلي الله عليه وسلم بغير سواه، وغير سواه هو هو فأما قوله:

وما قصدت من أهلها لسوائكا

فإنه عدّى قصدت باللام، وإن كان يعدّى بإلى، كما عدَّوا أوحيت وعديت بهما في نحو: (وأوحى ربك إلي النحل) [النحل/68] وفي أخري: (بأن ربَّك أوحى لها) [الزلزلة/5] وقال: (ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً) [النساء/175] و: (الحمد لله الذي هدانا لهذا) [الأعراف/43] انتهي كلام أبي علي.

ومع نقل هؤلاء الأئمة لا يلتفت إلي إنكار أبي عبيد البكري، قال في "شرح نوادر القالي": أنشد اللغويون في سوي بمعني القصد:

فلأصرفن سوى حذيفة .. البيت

وأنا أشهد أن قائل هذا البيت إنما قال: فلأصرفن إلي حذيفة مدحتي، وسوى موضوع، وأنشدوا أيضاً:

لو تمنَّيت حليلتي ما عدتني ... البيت

وأنا أقول: إن سواها بمعني غيرها لا غير. انتهي. وكأنه لم يتأمل معني البيت، فإنه بتقدير أن يكون مدحاً لحذيفة، وليس كذلك، فإن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015