كأنه لم يكن منك إتيان فحديث. قال رجل من دارم:
(كأنك لم تذبح لأهلك نعجةً ... فيصبحَ ملقىً بالفناء إهابُها)
إهابُها: جلدها. والشاهد فيه نصب (فيصبحَ) وجعل (فيصبحَ) جواباً للأول، كأنه قال: كأنك لم يكن من شأنك أنك متى ذبحت، ألقيت إهابُها بفنائك.
وسبب هذا الشعر، أن أبا بدر اليربوعي قتل، وادّعى الأحوص اليربوعي قتله على بني دارم. وقال:
سيأتي الذي أحدثتمُ في صديقكُمْ ... رِفاقاً من الآفاق شتى مآبُها
خطاطيفُ ليسوا مصلحين عشيرةً ... ولا ناعباً إلا بشؤمٍ غرابُها
فأجابه سويد بن الطويلة:
ليبكِ أبا بدرٍ حمارُ وثلةُ ... وساليةُ راثت، عليها وِطابُها