جعل سيبويه (لا) زائدة في هذا الموضع. والمعنى أنه علاك مشيب حينَ حينِ نزول المشيب، يعني أنه لم يعجل في غير وقته. ومعناه واضح.
قال سيبويه في الجزاء: (قال بعض السلويين):
(إذا لم تَزَلْ في كلِّ دارٍ عرفتها ... لها واكفُ من دمعِ عينيْكَ يَسْجُمِ)
وفي بعض النسخ (تسكب)، كذا رأيته في الكتاب منسوباً إلى بعض السلويين:
والشاهد فيه أنه جازى بـ (إذا) وجعل الفعل الذي هو جواب (إذا) مجزوماً.
والشعر لجرير.
قال جرير:
أرى طائراً أشفقتُ من نَعَبانِهِ ... فإن فارقوا غَدْواً فما شئتَ فانْعَبِ
إذا لم تزَلْ في كلِ دارٍ عرفتَها ... لها ذارفُ من دمع عينَيْكَ تَذْهَبِ
النَّعبْ والنَّعَبان: صوت الطائر. وقوله: أشفقتُ من نَعَبانِه أي من صوته، لأنهم يتشاءمون بصوت الغراب، ويتشاءمون ببعض الطير