عن ذكر صديقي بالقبيحْ وهجوه، فإن اضطررت إليه - لشيءٍ فعله بي من القبيح - لم أُبق عليه، وتناهيت في انتقامي منه.
قال سيبويه في الاستثناء، قال ابن مقبل:
(وما الدهرُ إلا تارتان فمنهما: ... أموتُ، وأخرى أبتغي العيشَ أكدَحُ)
الشاهد فيه أنه حذف الموصوفْ وأقام الصفة مقامه. والمعنى: فمنهما تارة أموت فيها، وتارة أخرى أبتغي فيها المعاش.
وتارتان: مرتان. يريد أن الانسان بين حالتين كلتاهما فيها له أذىْ وعليه مشقة: إما أن يكون جلداً قوياً شاباً فهو يكدحْ ويكد في طلب المعاش، وإما أن يكون شيخاً فانياً لا يمكنه التصرف فهو بمنزلة الميت.
و (الدهرُ) مبتدأْ و (تارتان) خبرهْ و (أموت) في موضع رفع لأنه قام صفة مبتدأ. وتقديره: فمنهما تارةُ أموت فيها. و (منهما) خبر المبتدأ.
قال سيبويه في أبواب (إنّ): (وزعم الخليل أن مثل ذلك قوله عزْ وجل: (ألم يعلموا أنه من يحادد اللهَ ورسوله فإنَّ له نار جهنم).