وقعا جميعاً فيما مضى، والدخول متصل بالسير، كأنه قال: سرت فدخلت، وإنما استعمل المستقبل في هذا الموضع على حكاية الحال الماضية، وهي بمعنى: سرت حتى دخلتها.

قوله: فأورَدَها: يعني راحلته، والجمام: جمع جُمة، وهو الماء المجتمع في البئر، والواحد جُمّةْ وهو الماء المجتمع. والأجْن: تغير الماءْ واصفراره، والصبيب: شجر يصبغ به، وقيل: إنه تخضب به الرؤوس. شبه لون الماء بلون الحناءْ والصبيب. وتُرادَى: تُراود، أي يعرض عليها الماء مرة بعد مرة، حتى تشرب من هذا الماء المتغير.

فإن تعف: أي تأبى نفسها أن تشرب منه - يقال: عِفت أعاف - فإني أجعل مكان التندية أن أشد عليها الرحلْ وأركبهاْ وأسير. والمُندىْ والمُتَنَدَى والتندية واحد، وهو أن تُترك الناقة ترعى حول الماء ساعة ثم تجيءْ وتشرب الماء.

ويروى: (تُراد على دْمنِ الحِياض) أي يراد منها أن تشرب من الدمن الذي في الحياض. والدمِنْ: البعرْ والسِّرجين وما أشبه ذلك. وإنما يريد أنها يراد منها أن تشرب ماء الدمن، وهو الماء الذي سفت عليه الريح الدمن فاختلط به.

نصب المضارع بعد واو المعية

قال سيبويه في الجواب بالواو: (لا تأكل السمكْ وتشرب اللبن، فلو أدخل الفاء هاهنا فسد المعنى).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015