وأبو محذورة- بفتح الميم، وسكون الحاء المهملة، وبعدها ذال معجمة
مضمومة، وراء مفتوحة، وتاء تأنيت- اسمه: سَمُرة بن مِعيَرِ- بكسر
الميم، وسكون العين المهملة، وبعدها ياء آخر الحروف مفتوحة وراء-
وقيل: اسمه: سَلمان، وقيل: مسلمة، وقيل: أوس ابن معير بن
لوذان بن وهب بن سَعد بن جُمح. روى له: مسلم، وأبوَ داود،
والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (?) .
قوله: " فمسَح مُقدم رأسه " أي: مسح رسولُ الله مقدم رأس
أبي محذورة؛ ولذلك كان لا يَحُزُ ناصيته ولا يفرقها، لأنه- عليه السلام-
مسح عليها. وقوله " مقدم ": بفتح القاف وتشديد الدال المفتوحة.
" (?) وحديث أبي محذورة في الأذان: رواه الجماعة إلا البخاري؛
فأخرجه مسلم مقتصرا منه على الأذان خاصةً؛ وفيه التكبير مرتين
والترجيع، وأخرجه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه مختصرا ومطولا،
وأخرجه ابن حبان في " صحيحه لما بلفظ أبي داود هذا المذكور. وبه
استدل الشافعي على الترجيع، وبه قال مالك؛ إلا أن عنده لا يؤتى
بالتكبير في أوله غير مرنين. وقال أحمد: إن رجّع فلا بأس به، وإن لم
يرجّع فلا بأس به. والجواب عن هذا: ما قاله الطحاوي في " شرح
الاَثار ": يحتمل أن الترجيع إنما كان لأن أبا محذورة لم يمدّ بذلك صوته
كما أراده النبي- عليه السلام-، فقال له- عليه السلام-: " ارجع
فامدد من صوتك ". وقال ابن الجوزي في " التحقيق ": إن أبا محذورة
كان كافرا قبل أن يُسلم، فلما أسلم ولقنه النبي- عليه السلام- الأذان،
أَعاد عليه الشهادة وكرّرها ليثبت عنده ويحفظها، ويكرّرها على أصحابه
المشركين، فإنهم كانوا ينفرون منها خلاف نفورهم من غيرها، فلما