مصنفه " البحار الزاخرة في المذاهب الأربعة "، ولازم في المعاني والبيان

والكشاف وغيرهما الفقيه عيسى بن الخاص بن محمود السرماوي تلميذ الطيبي

والجاربردي، وبرع في هذه العلوم، وناب عن أبيه في قضاء بلده، وارتحل إلى

حلب في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، فقرأ على الجمال يوسف بن موسى

الملطي البزدوي، وسمع عليه في الهداية وفي الأخسيكتي، وأخذ عن حيدر

الرومي، شارح الفرائض السراجية، ثم عاد إلى بلده، ولم يلبث أن مات

والده فارتحل أيضا، فأخذ عن الولي البهستي ببهستا، وعلاء الدين بكختا،

والبدر الكشافي بملطية، ثم رجع إلى بلده، ثم حج ودخل دمشق، وزار بيت

المقدس، فلقي فيه العلاء أحمد بن محمد السيرافي الحنفي، فلازمه، واستقدمه

معه إلى القاهرة في سنة تسع وثمانين وسبعمائة، ولازمه في الفقه وأصوله

والمعاني والبيان وغيرها، وأخذ محاسن الإصلاح عن مؤلفه البلقيني، وسمع

على العسقلاني " الشاطبية "، وعلى الزين العراقي " صحيح مسلم "،

و" الإلمام " لابن دقيق العيد، وقرأ على التقي الدجوي الكتب الستة، و " مسند

عبد بن حميد "، و " مسند الدارمي "، وقريب الثلث الأول من " مسند

أحمد "، وعلى القطب عبد الكريم حفيد الحافظ القطب الحلبي بعض المعاجم

الثلاثة للطبراني، وعلى الشرف بن الكويك الشفا، وعلى تغري برمش " شرح

معاني الآثار " للطحاوي، وفي غضون هذا دخل دمشق، فقرأ بها بعضاً من

أول البخاري على النجم بن الكشك الحنفي، عن الحجار- وكان حنفيا-،

وعن ابن الزبيدي الحنفي، وقرأ " مسند أبي حنيفة " للحارثي على الشرف بن

الكويك، ولم يزل في خدمة البرقوقية حتى مات شيخها العلاء، فأخرجه

جركس الخليلي أمير آخور منها، بل رام إبعاده عن القاهرة أصلاً، مشياً مع

بعض حسدة الفقهاء، فكفه السراج البلقيني، ثم بعد يسير توجه إلى بلاده، ثم

عاد وهو فقيه مشهور، ثم حج سنة تسع وتسعين وسبعمائة، فلما مات الطاهر

برقوق سعي له في حسبة القاهرة، فاستقر فيها في مستهل ذي الحجة سنة إحدى

وثمانمائة، ثم انفصل عنها قبل تمام شهر بالجمال الطنبذي ابن عرب، وتكررت

ولايته لها، وكان في مباشرته لها يعزر من يخالف أمره بأخذ بضاعته غالباً،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015