بنتِ عبد الرحمن، عن عائشة- رضي الله عنها-، أنها قالت: إِن كان

رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُصَلِّي الصُبحَ فيَنصرفُ النِّساءُ مُتلفِّعاتٌ بمُرُوطهنَّ ما يُعرفنَ

من الغَلَسِ (?) .

ش- " إن " مخففة عن مثقلة، أصلُه: إنّه كان رسول الله. أي: إن

الشأن: كان رسول الله؛ وذلك لأجل التأكيد، وكذا اللام في قوله:

" ليصلي الصبح " للتأكيد.

قوله: " متلفعات " - بالعين المهملة بعد الفاء- أي: متجللات،

واللفاع: ثوب يجلل به الجسد كله، كساءً كان أو غيره، وتلفع بالثوب

إذا اشتمل به يعني: تجلل جميع جسده. وروى " مُتلفّفات " - بفائين-

والتلفّفُ قد يجيء بمعنى التلفع 0 والمروط: جمع مِرط- بكسر الميم-،

وهو كساء من صوف أو خزّ أو كتانٍ، وقد مر مرةً.

قوله: " ما يُعرفن من الغلسِ " يَعصي: ما جُرفن أَنسَاءٌ هُن أم رجال؟

قاله الداودي. وقيل: ما يُعرف أعيانهن. وقال الشيخَ محيي الدين (?) :

" وهذا ضعيف؛ لأن المتلفعة في النهار- أيضا- لا تعرف عينها: فلا

يبقى في الكلام فائدة ".

قلت: هذا ليس بضعيف: لأنه ليس المراد من قوله: " ما يُعرف

/أعيانهن " ما يُشَخّصنَ حقيقة التشخيص؛ بَل معناه 0 ما يُعرفن أرجال أو

صبيان أو نساء أو بنات؟ فهو- أيضا- قريب من قول الداودي، فافهم.

و" الغلس " - بفتحتَين- بقاء ظلام الليل واختلاطه بضياء الصباح،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015