أي: هذا الباب في أحكام الصلاة بأنواعها. ولما فرغ عن الطهارة
الصغرى والكبرى بأنواعهما التي هي شرط، شرع في بيان الصلاة التي
هي مشروط، والشرط يسبق المشروط. واشتقاقها من تحريك الصَّلَوَين.
وهما: العظمان الناتئان عند العجيزة، وقيل: من الدعاء؛ فإن كانت
من الأول تكون من الأسماء المغيرة شرعا، المقررة لغةَ، وإن كانت من
الثاني تكون من الأسماء المنقولة، ويقال: أصلها في اللغة: الدعاء؛
فسمّيت ببعض أجزائها.
وقيل: أصلها في اللغة: التعظيم، وسميت العبادة المخصوصة صلاة
لما فيها من تعظيم الربّ 0 والصلاة: اسمٌ وُضع مَوضع المصدر حتى
يقال: صليت صلاةَ، ولا يقال: صليت تصليةَ- وإن كان هو القياس.
وفي الشرع: الصلاة عبارة عن الأركان المعلومة، والأفعال
المخصوصة. وسببها: الوقت، وشرائطها وأركانها مذكورة في الفقه،
وحكمها: سقوط الواجب عن الذمة في الدنيا، وحصول الثواب في
العقبى، وحكمتها: تعظيم الله، يعني: بجميع الأركان والأعضاء
ظاهرِها وباطِنها تبرئا عن عبدة الأوثان قولا وفعلا وهيئةَ.
375- ص- (?) حدثنا عبد الله بنَ مسلمة، عن مالك، عنه عمّه
أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، أنه سمع طلحة بنَ عُبَيدِ الله يقول: جَاءَ رجل
إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهلِ نَجد، ثَائرَ الرأسِ يُسمَعُ دويُ صوتِه، ولا يُفقَهُ ما
يَقُولُ، حتى دنى فإذا هو يَسألُ عن الإسلام؟ فقالَ رسولُ اَلله: " خمسُ
صَلَواتِ في اليوم واللَّيلةِ ". قال: هل عَلىَّ غيرُهُنَّ؟ قال: (لا، إلا أن
تَطَّوَعَ ". قالَ: وذكر له رسولُ الله صيامَ رمضانَ (?) فقال: هل عليَّ غيرُه؟