إلى الكوعين، والجواب عنه: أن هذا صورة الضرب للتعليم، وليس فيه
جميع ما يحصل به التيمم كما ذكرنا في الحديث الماضي.
قوله: " اتق الله " يعني: خف الله، ومعنى هذا الكلام: اتق الله فيما
ترويه، وتثبت، فلعلك نسيت أو اشتبه عليك الأمر.
قوله: " إن شئت والله لم أذكره أبدا " معناه: إن رأيت المصلحة في
إمساكي عن التحدث به راجحة على مصلحة تحدثي أمسكت، فإن طاعتك
واجبة عليَّ في غير مَعصية. ويحتمل أنه أراد: إن شئت لم أحدث به
تحديثاً شائعاً بحيث يشتهر في الناس، بل لا أحدث به إلا نادراً.
قوله: " كلا والله " " كلا " ردع وزجر وتنبيه على الخطإ، ومنه قوله
تعالى: (كلا) بعد قوله: (إِذَا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيه رزقَهُ فَيَقُولُ رَبّ (?)
أهانني (?)) ، ويجيء بمعنى حقا، ومنه قوله تعالىَ. (كَلا إِنَ الإِنسَانَ
لَيَطغَى) (?) ، وفي قصة عمار- رضي الله عنه- جواز الاجتهاد في زمن
النبي- عليه السلام- فإن عماراَ- رضي الله عنه- اجتهد في صفة
التيمم، وقد اختلف الأصوليون فيه، قيل: يجوز الاجتهاد في زمنه
بحضرته وغير حضرته، وقيل: لا يجوز أصلاَ، وقيل: يجوز في غير
حضرته ولا يجوز في حضرته. والحديث أخرجه البخاري، ومسلم،
والترمذي، والنسائي، وابن ماجه مختصراَ ومطولاً.
307- ص- حدَثنا محمد بن العلاء قال: نا حفص قال: نا الأعمش،
عن سلمة بن كهيل، عن ابن أبزى، عن عمار بنِ يسار في هذا الحديث
فقال: " يا عَمارُ، إنما كانَ يكفيكَ هكذا "، ثم ضربَ بيديه الأرضَ، ثم