قوله: " وينسأ" أي: يؤخرُ، يقال: نسأت الشيء: أخرته، وكذلك أنسأته: فعلت وأفعلت بمعنى واحد، والأثر: الأصل، وسمي أثرا لأنه يتبع العمر، وأصله من أثر مشيه في الأرض إذا مات لا يبقى لأقدامه في الأرض أثر، والنساء في الأجل، قيل: هو بقاء ذكره الجميل بعد الموت على الألسنة، فكأنه لم يمت، وقيل: هو على ما سبق به العلم إن وصل رحمه فأجله كذا، وإن لم يصل فكذا، وفي علم الله أنه لا بد له من أحد الحالين، ورجحه بعضهم. وقيل بالبركة فيه، وسعة الرزق، وقيل بتكثيره. وصلة الرحم كناية عن الإحسان والتعطف والرفق والرعاية، وصلة الله تبارك وتعالى لعباده رحمته لهم، وعطفه بإحسانه إليهم، أو صلته لهم بأهل ملكوته والرفيق الأعلى، وصلة الرحم درجات، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها ولو بالسلام.
واختلف الناس في الرحم التي يجب صلتها فقيل: هي كل رحم محرمة مما لو كان اْحدهما ذكراً حرم عليه نكاح الآخر، فعلى [هذا] لا تجب في بني الأعمام وبني العمات وبني الخالات. وقيل: بل هذا في كل رحم ممن ينطلق عليه ذلك في ذوي الأرحام في المواريث، محرميا كان أو غيره. والحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والنسائي.
1814- ص- نا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: نا سفيان عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعتُ رسوِلَ الله - عليه السلام- يقوِلُ: [قال] اللهُ: " أنا الرحمنُ، وهي الرحمُ، شقَقْتُ لها من اسْمِي (?) ، منْ وَصَلَهَا وَصَلتُهُ، ومَن قَطَعَهَا بَتَتُهُ " (?) .
ش- أبو بكر اسمه: عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي- بالخاء المعجمة، والسين المهملة، وبعدها تاء مثناة من فوق- ابن أبي شيبة العباسي الكوفي، أخو عثمان والقاسم. سمع: خلف بن