قال ابن كثير: وأما الحديث الذي ذكره السهيلي عن عائشة: "أن
رسول الله- عليه السلام- سأل ربه أن يدعي أبويه فأحياهما، وآمنا به "
فإنه حديث منكر جدا، وإن كان ممكنا بالنظر إلى قدرة الله تعالى لكن
الذي ثبت في الصحيح يعارضه/ وهو ما رواه أنس "أن رجلا قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: في النار، فلما قفا دعاه فقال: إن أبي وأباك في النار " رواه مسلم.
قلت: الذي ذكره السهيلي هو اللائق بحضرة الرسالة وتدفع المعارضة
بأن يكون وقوع حديث الإحياء بعد وقوع الذي ثبت في الصحيح، فليتأمل.
قوله: "فإنها تذكر" أي: فان زيارة القبور تذكر بالموت، وثبت من
هذا أن زيارة القبور جائزة، وأن النهي عنها قد انتسخ، والحديث أخرجه:
مسلم، والنسائي، وابن ماجه.
1669- ص- نا أحمد بن يونس، نا مُعرف بنُ واصل، عن محارب
ابن دثار، عن ابن بعيدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله- عليه السلام-:
"نهيتُكُم عن زيارة القُبورِ فزُورُوها، فإن في زيارَتِها تذكرةً" (?) .
ش- مُعرف بن واصل أبو بدل السعدي الكوفي. سمع: أبا وائل،
وابن بعيدة، ومحارب بن دثار، والشعبي، والنخعي. روى عنه:
وكيع، وأبو نعيم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، قال أحمد بن حنبل:
ثقة ثقة. روى له: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي (?) .
وابن فريدة: عبد الله بن شريدة بن الحبيب.
قوله: " تذكرة " بالنصب، أي: تذكرة للموت وموعظة. والحديث
أخرجه مسلم، والنسائي بنحوه.