قوله: " ثلاثا " أي: قاله ثلاث مرات.
قوله: " وحانت من رسول الله نظرة " أي: وقعت منه نظرة من حان إذا قرب.
قوله: "يا صاحب السبتيتين" أي صاحب النعلين، السبة- بكسر السين وسكون الباء الموحدة- جلود البقر المدبوغة بالقرب، يتخذ منها النعال، سميت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها، أي: حلق وأزيل، وقيل: لأنها انْسَبَتَتْ بالدباغ، أي: لانت وهاهنا روي على النسب إلى السبت، وقال ابن الأثير (?) : " دائما أمره بالخلع احتراما للمقابر، لأنه كان يمشي بينها، وقيل: لأن كان بها قذرا، أو لاختياله في مشيه، ومنه حديث ابن عمر: "قيل له: إنك تلبس النعال السبتية، إنما اعترض عليه لأنها نعال أهل النعمة والسعة،. وقال الخطابي (?) : "وخبر أنس يدل على جواز لبس النعال لزائر القبور، وللماشي بحضرتها، وبين ظهرانيها، فأما خبر السبتيتين فيشبه أن يكون إنما كره ذلك لما فيها من الخيلاء، وذلك أن يقال: السِّبت من لباس أهل اقترفه والتنعم، قال الشاعر يمدح رجلا:
يُحذى نعال السبت ليس بتوائم
فأحب رسول الله- عليه السلام- أن يكون دخوله المقابر على زي التواضع، ولباس أهل الخشوع.
قلت: أراد الخطابي بحديث أنس الحديث الذي يلي هذا الحديث، ولكنه لا يدل على ما ادعاه، لأنه ساكت عن ذلك، فافهم.
قوله: "ويحك" كلمة ترحم وشفقة، وعكسها ويلكم والحديث أخرجه النسائي، وابن ماجه.
1665- ص- نا محمد بن سليمان الأنباري، نا عبد الوهاب- يعني
ابن عطاء - عن سعيد، عن قتادة، عن أنس- رضي الله عنه- عن النبي - عليه السلام- أنه قال: "إن العبدَ إذا وُضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه لَيَسْمعُ قَرع نِعَالِهِم" (?) .