قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهمام ابن يحيى مأمون، إذا أسند هذا الحديث لا يعلل بمن وقفه، وقد وقفه شعبة، ورواه البيهقي (?) وقال: تفرد برفعه همام بن يحيى بهذا الإسناد وهو ثقة، إلا أن شعبة، وهشاما الدَستوائي روياه عن قتادة موقوفا على ابن عمر، وقال الدارقطني: الموقوف هو المحفوظ.
قلت: قد رواه ابن حبان في " صحيحه " من حديث شعبة، عن قتادة به مرفوعا: " أن النبي- عليه السلام- كان إذا وضع الميت في القبر قال: بسم الله، وعلى ملة رسول الله "، وروى الطبراني في "معجمه الوسط" (?) : حدثنا محمد بن أبان، ثنا سوار بن سهل المخزومي، أنا سعيد بن عامر الربعي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن نافع مرفوعا بلفظ الحاكم، وروى الطبراني أيضا في " معجمه ": حدثنا الحسن بن إسحاق التستري، ثنا على بن بحر، ثنا بشر بن إسماعيل، حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج، عن أبيه، قال لي أبي اللجلاج أبو خالد: "يا بني إذا أنا مت فألحد لي، فإذا وضعتني في لحدي فقل: بسم الله، وعلى ملة رسول الله، ثم سن (?) علي التراب سنا (?) ، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وختمتها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك " انتهى.
وقال صاحب "الهداية" من أصحابنا في كتاب "الجنازة": "فإذا
وضع في لحده يقول: بسام الله وعلى ملة رسول الله، كذا قال النبي
- عليه السلام- حين وضع أبا دجانة الأنصاري في القبر.
قلت: وهكذا وقع في " المبسوط" وكلاهما وهم، وغلط، فإن
أبا دجانة الأنصاري توفي بعد النبي- عليه السلام- في واقعة اليمامة، وكانت في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق،