وإن كنت تعلمه شرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفني عنه " أي: أقلعه من خاطري أن لا أهمه بعد ذلك.
قوله: " واصرفه عني " أي: لا تقض لي به، ولا ترزقني إياه.
قوله: " حيث كان " أي: حيث كان الخيرُ.
قوله: " ثم رضِّني به " أي: ثم اجعلني راضيا بذلك، أي: بخيرك المقدور. والحديث أخرجه: البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه بنحوه.
أي: هذا باب في بيان الاستعاذة.
1510- ص- نا عثمان بن أبي شيبة: نا وكيع: نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب قال: كان النبيُّ - عليه السلام- يتعوذُ من خمس: من الجبن، والبُخل، وسُوء العُمرِ، وفِتْنةِ الصّدْرِ، وعذابِ القبرِ " (?) .
ش- إسرائيل: ابن يونس، وأبو إسحاق: السبيعي.
قوله: " الجُبن "- بضم الجيم، وسكون الباء- الخوف، والجُبن الذِي يُؤكل- أيْضًا- وفيهما جاء ضم الباء، ويقال: الأذى يؤكل: جبن - بتشديد النون- ووجه استعاذته- عليه السلام- من الجبن والبخل لما فيهما من التقصير عن أداء الواجبات، والقيام بحقوق الله تعالى، وإزالة المنكر، والإغلاظ على العصاة، ولأن بشجاعة النفس وقوتها المعتدلة تتم العبادات، ويقومُ بنصر المظلوم، وبالسلامة ومن البخل يقوم بحقوق وينبعث للإنفاق والجود ومكارم الأخلاق، ويمتنع من الطامع فيما ليس له.