روي عنه مما يخالف ذلك. وأما قوله: " ولكن القنوت قبل الركوع " فلم يذكر ذلك عن النبي- عليه السلام- , فقد يجوز أن يكون ذلك أخذه ممن بعده أو رأيا رآه.
1415- ص- نا أبو الوليد: نا حماد بن سلمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، أن النبي- عليه السلام- قنتَ شهرًا ثم تَرَكَه (?) . ش- أبو الوليد: الطيالسي. والحديث أخرجه: مسلم أتم منه , وليس فيه " ثم تركه ".
قوله: " ثم تركه " يدل على أن القنوت في الفرائض كان ثم نسخ. قال الخطابيّ: معنى قوله: " ثم تركه " أي: ترك الدعاء على هؤلاء القبائل المذكورة في الحديث الأوّل، أو ترك القنوت في الصلوات الأربع ولم يتركه في صلاة الصبح.
قلت: هذا كلام متحكم متعصّب بلا دليل، فإن الضمير في " تركه " يرجع إلى القنوت الذي يدل عليه لًفظ " قنتَ " وهو عام يتناولُ جميع القنوت الذي كان في الصلوات، وتخصيص الفجر من بَيْنها بلا دليل من اللفظ يدل عليه باطل. وقوله " أي ترك الدعاء " لا يصح , لأن الدعاء ليمِ يمض ذكره في هذا الحديث , ولئن سلمنا فالدعاء هو عَيْن القنوت وما ثَم شيءٌ غيره، فيكون قد ترك القنوت , والترك بعد العمل نسخ- كما ذكرنا - مستوفًى.
1416- ص- نا مسدد: نا بشر بن المفضل: نا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين: حدثني مَن صَلَّى مع النبي- عليه السلام- صلاة الغَدَاة: فلما رَفَعَ رأسَهُ من الركعةِ الثانيةِ قَامَ هُنية (?) .
ش- " هنية "- بضم الهاء وفتح النون، وتشديد الياء آخر الحروف