فكان يرفع يديه لهم رفعا دون ذلك، ويؤيد هذا التأويل ما رواه الأوزاعي، عن سليمان بن موسى قال: لم يُحفظ من رسول الله أنه رفع يديه الرفع كله إلا في ثلاثة مواضع: الاستسقاء، والاستنصار، وعشية عرفة، ثم كان بعده رفعا دون رفع.

وجواب آخر: أنه لم يره رفع وقد رآه غيره، فيُقدَّم المثبتون في مواضع كثيرة، وهم جماعات على واحد لم يحضر ذلك.

1142- ص- نا الحسن بن محمد الزعفراني، نا عفان، نا حماد، أنا ثابت، عن أنس: أن النبي- عليه السلام- كان يستسْقي هكذا، ومد يَديه، وجَعلَ بُطُونَهُمَا مما يَلِي الأرضَ حتى رأيتُ بَياضَ إِبطَيْهَِ (?) .

ش- الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني أبو علي البغدادي، نسبة إلى درْب الزعفران فيها. سمع: ابن عيينة، وعفان بن مسلم، ووكيعاً، وغيرهم. روى عنه: البخاري، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، والبغوي. قال النسائي: ثقة. مات سنة ستين ومائتين في رمضان (?) .

وحماد بن سلمي، وثابت البناني.

ومن هذا الحديث قالت جماعة من العلماء: إن السُنَة في كل دعاء لدفع بلاء كالقحط ونحوه: أن يرفع يديه، ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله، جعل بطن كفيه إلى السماء. قوله: " بياض إبطيه " وكان هذا من جماله- عليه السلام-، فإن كل إبط من سائر الناس متغير اللون , لأنه مغموم ِمِرْواح، وكان منه- عليه السلام- أبيض عطراً والحديث: أخرجه مسلم مختصرا بنحوه.

1143- ص- نا مسلم بن إبراهيم، نا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015