وعبد الله بن أوْس: الخزاعي. روى عن: بريدة، روى عنه:
إسماعيل بن سليمان. روى له: أبو داود، والترمذي (?) .
وبريدة: ابن الحُصَيْب.
قوله: " بَشر المَشائين " البشارة: الإخبار بما يُظهر سرور المخبَر به،
ومن ثم قالت الفقهاء: إذا قال الرجل لعَبيده: أيكم بشّرني بقدوم فلان
فهو حر، فبَشّروه فرادى عتق أولهم، لأنه هو الذي أظهر سُروره بخبره
دون الباقي، ولو قال مكان " بشرني ": " أخبرني " عتقوا جميعاً،
لأنهم جميعاً اْخبروه. ومنه " البشرة " لظاهر الجلد، وتباشير الصباح:
ما ظهر من أوائل ضوئه. المشائين: جمع مشاء، مبالغة ماشي، وصيغة
التفعيل إما لتكثير الفعل نحو طَوّفتُ، أو لتكثير الفاعل نحو: مَوّت
الحيوان إذا كثر فيها الموتُ، ومَوّت المال أي: مات أعداد كثيرة من المال،
والمال: هو الحيوان، أو لتكثير المفعول، وهو إنما يكون إذا كان الفاعل
وأحداً ومفعولاته كثيرةً ولفظ الفعل وأحداً، كقولك: قطعت الثياب،
أي: قطعت ثيابا كثيرةً، وغلقت الأبواب، أي: أغلقت أبوابا كثيرةً.
والمراد هاهنا من هذه الصيغة: تكثير الفعل، وهو الذي يكثر مَشْيَه إلى
المساجد في الظلم، والظلم - بضم الظاء وفتح اللام- جمع ظُلْمة.
وفيه حث وتحضيض- في كثرة السَّعْي إلى المساجد في ظلمات الليالي،
وبشارة أن جزاءه يوم القيامة: نور دائم حيث يموج الناس في الظلمات. والحديث: أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. وقال الدارقطني: تفرد به إسماعيل بن سليمان، عن عبد الله بن أوس.
* * *
[1/192 -ب] / 46- بَابُ: الهَدْئ في المَشْي إلَى الصَّلاةِ
أي: هذا باب في بيان الهدي في المشي إلى الصلاة، وفي بعض
النسخ: " باب ما جاء في الهدي " (?) ، وفي بعضها: " باب الهُدوء ".