حدثنا زيد بن أخرم أبو طالب ثنا أبو داود وأبو قتيبة قالا: ثنا هارون بن
مسلم عن قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: " كنا ننهي أن نصف بين
السواري على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونطرد عنها طردا " (?) . هذا حديث إسناده
صحيح على شرط ابن حبان لتوثيقه هارون بن مسلم رواية لما رواه البزار في
مسنده عن عمرو بن علي ثنا أبو داود قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن
قتادة إلا هارون، ولا نعلم أسند قتادة عن معاوية عن أبيه غير هذا الحديث،
وقال فيه الحاكم: صحيح الإسناد، وعند الترمذي محسنًا، والحاكم مصحح
الإسناد من حديث عبد الحميد بن محمود قال: " صليت مع أنس بن مالك
يوم الجمعة فدفعنا إلى السواري فقدمنا وتأخّرنا فقال أنس: كنا نتّقى هذا على
عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (?) . ولما ذكره الإشبيلي وأعلّه بعبد الحميد، وردّ ذلك
عليه ابن القطان باله ثقة/لا مطعن فيه، وعن أبي أحمد بن عدي من حديث
أبي سفيان طريف بن شهاب السدى وهو ضعيف عن ثمامة عن أنس أن
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نهي عن الصلاة بين الاسطوانة " (?) . وفي نسخة
" الاسطوانتين ": وقد تقدم حديث ابن عباس أيضًا، قال الترمذي: " كره
قوم من أهل العلم أن نصف بين السواري ". وبه يقول: أحمد، وإسحاق، وقد
رخص قوم من أهل العلم في ذلك أشبه أن يكون مستندهم في ذلك ما في
الصحيحين عن ابن عمر: أنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما دخل الكعبة قال إليه بلال حين
خرج: " ما صنع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: جعل عمودا عن يمينه وعمودا عن
يساره وثلاثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على سبعة أعمدة " (?) . ذكر
الخطابي أن كراهة الصلاة بين السواري لأجل انقطاع الصفوف أو لأنه موضع