وذهب الكوفيون: إلى أن المبتدأ والخبر مترافعان. ويبطله أن الخبر يرفع الفاعل، كما في نحو: زيد قائم أبوه، فلا يصلح لرفع المبتدأ، لأن أقوى العوامل، وهو الفعل لا يعمل رفعين بدون إتباع، فما ليس أقوى لا ينبغي له ذلك.

118 - والخبر الجزء المتم الفائده ... كالله بر والأيادي شاهده

119 - ومفردًا يأتي جمله ... حاويةً معنى الذي سيقت له

120 - وإن تكن إياه معنى اكتفى ... بها كنطقى الله حسبي وكفى

خبر المبتدأ: ما به تحصل الفائدة مع المبتدأ (كبر، وشاهدة) من قولك: الله بر، والأيادي شاهدة. والأصل في الخبر أن يكون اسمًا مفردًا، وقد يكون جملة بشرط أن تكون مرتبطة بالمبتدأ، وإلا لم تحصل الفائدة بالإخبار بها عنه، ولو قلت: زيد قام عمرو لم يكن كلامًا.

والارتباط بأحد أمرين:

الأول: أن تكون الجملة مشتملة على معنى المبتدأ، إما لأن يكون فيها ضميره، مذكورًا، نحو: زيد قام أبوه، أو مقدرًا، نحو: البر الكر بستين، تقديره: البر الكر منه بستين درهمًا، ومثله: السمن منوان بدرهم.

وإما لأن فيها مشارًا به إليه ظاهرًا هو المبتدأ كما في قوله تعالى: (ولباس التقوى ذلك خير) [الأعراف /26]، أو متضمنًا للمبدأ، كما في قوله تعالى: (والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين) [الأعراف: 170]. ومنه قولهم: زيد نعم الرجل.

وإما لأن فيها المبتدأ معادًا، نحو قوله تعالى: (الحاقة * ما الحاقة) [الحاقة / 1 - 2] و (القارعة * ما القارعة) [القارعة / 1 - 2].

والثاني أن تكون الجملة نفس المبتدأ في المعنى، كقولك: نطقي الله حسبي وكفي، فنطقي: مبتدأ، واله: مبتدأ ثان، وحسبي: خبره، والجملة خبر المبتدأ الأول،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015