أراد: طبت نفسًا، لأنه تمييز، ولكنه زاد فيه الألف واللام لإقامة الوزن. ونحو زيادة الألف واللام في هذا البيت زيادتها في قراءة بعضهم: (ليخرجن الأعز منها الأدل) [المنافقون /8]. لأن الحال كالتمييز في وجوب التنكير، والشاذ قد يلحق بالمجوز للضرورة.

والثاني: كحارث، وعباس، وحسن، مما سموا به مجردًا، ثم أدخلوا عليه الألف واللام للمح الوصف به، فقالوا: الحارث، والعباس، والحسن، شبهوه بنحو الضارب، والكاتب، والألف واللام فيه مزيدتان، لأنهما لم يحدثا تعريفًا.

وأكثر هذا الاستعمال في المنقول من صفة كما مر، وقد يكون في المنقول من مصدر، أو اسم عين، لأن المصادر، وأسماء الأعيان قد تجري مجرى الصفات في الوصف بها على التأويل.

فالمنقول من مصدر، كالفضل، والنصر، والمنقول من اسم عين، كالنعمان، وهو في الأصل من أسماء الدم، ثم سمي به، والله أعلم.

111 - وقد يصير علما بالغلبة ... مضاف أو مصحوب أل كالعقبة [40] //

112 - وحذف أل ذي إن تناد أو تضف ... أوجب وفي غيرهما قد تنحذف

يعني: إن من المعرف بالإضافة، أو بالأداة ما ألحق بالأعلام، لأنه قد غلب على بعض ما له معناه، واشتهر به اشتهارًا تامًا، بحيث لا يفهم منه سوى ذلك البعض إلا بقرينة، فألحق بالأعلام، لأنه كالموضوع لتعيين المسمى في اختصاصه به.

فالمضاف، كابن عمر وابن دالان: لعبد الله وجابر، دون من عداهما من إخوتهما.

وذو الأداة، كالنجم: للثريا، والصعق: لخويلد بن نفيل، ومنه: العقبة، والبيت، والمدينة، وما فيه الإضافة من ذي الغلبة لا تفارقه بحال.

وما فيه الألف واللام منه حقه ألا تفارقه أيضًا؛ لأن الغلبة قد حصلت للاسم معهما، فذهابهما مظنة فوات الغلبة، فلذلك لزمت، فلم تحذف غالبًا إلا في النداء، نحو: يا صعق، ونحو قوله صلي الله عليه وسلم في الحديث: (إلا طارقًا يطرق بخيرٍ منك يا رحمن).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015