ودون عطف ذا لإيا انسب ..................................

وإن كان التحذير بغير (إياك) ونحوه كان المحذر منصوبا بفعل جائز الإظهار والإضمار، إلا مع العطف أو التكرار، تقول: نفسك الشر، أي: جنب نفسك الشر، وغن شئت أظهرت الفعل، وتقول: نفسك والأسد، أي: ق نفسك، واحذر الأسد، ومثله (ماز رأسك والسيف) أراد: يا مازن ق راسك واحذر السيف.

ولا يجوز إظهار العامل لكون العطف كالبدل من اللفظ به، وتقول: (رأسك [236] راسك) فتنصبه// باللازم إضماره، لأن التكرار بمنزلة العطف، وكثيرا ما يستغنى عن ذكر المحذر، ويذكر المحذر منه منصوبا بفعل جائز الإظهار والإضمار: في الإفراد نحو: الأسد، ولازم الإضمار في العطف والتكرار نحو: الأسد الأسد، وقوله تعالى: (ناقة الله وسقياها ([الشمس/13].

625 - وشذ إياي وإياه أشذ ... وعن سبيل القصد من قاس انتبذ

شذ التحذير ب (إياي) في قوله: (إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب) أي: نحني عن حذف الأرنب، ونحوا أنفسكم عن حذف الأرنب، فاكتفى أولا بذكر المحذر، وثانيا يذكر المحذر منه.

وإنما كان هذا المثال شاذا لأن مورد الاستعمال أن يكون التحذير للمخاطب، فمجيئه للمتكلم خارج عن ذلك فهو شاذ.

وأشذ منه قول بعضهم: (إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب) لأنه جاء فيه التحذير للغائب، وأضيفت فيه (إيا) إلى الظاهر.

626 - وكمحذر بلا إبا اجعلا ... مغرى به كل ما قد فصلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015