ومثل ذلك قول الآخر: [من الكامل]

497 - قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ... ما بين ملجم مهره أو سافع

وقول امرئ القيس: [من الطويل]

498 - فظل طهاة اللحم من بين منضجٍ ... صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل

553 - ومثل أو في القصد إما الثانيه ... في نحو إما ذي وإما النائيه

مذهب أكثر النحويين أن (إما) المسبوقة بمثلها عاطفة، ومذهب ابن كيسان، وأبي علي أن العطف إنما هو بالواو التي قبلها، وهي جائية لمعنى من المعاني المستفادة من (أو) وهو اختيار الشيخ، ولذلك لم يعدها في أول الباب مع العواطف، والذي يمنع من كونها عاطفة أمران:

أحدهما: تقدمها على المعطوف عليه.

والثاني: وقوعها بعد الواو، والعاطف لا يتقدم المعطوف عليه، ولا يدخل على عاطف غيره. وأصل (إما) (إن) فضمت إليها (ما). وقد يستغنى عن (ما) في الشعر، قال الشاعر: [من الوافر]

499 - وقد كذبتك نفسك فاكذبنها ... فإن جزعًا وإن إجمال صبر

وغالب الاستعمال أن تكون مكررة لتشعر من أول وهلة بقصد التخيير أو الإباحة أو التقسيم أو الإبهام أو الشك، وألا تخلو الثانية عن الواو.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015