[204] وإنما عدها الشيخ في هذا القسم، لأن ذكرها يشعر السامع بمشاركة ما // قبلها لما بعدها فيما سيقت لأجله، وإن كان مساق ما قبلها صورة على غير مساق ما بعدها.

الضرب الثاني: ما يعطف لفظًا فحسب، أي يشرك في الإعراب وحده، وهو: (بل، ولا، ولكن).

وعد الكوفيون من هذا الضرب (ليس) محتجين بنحو قول الشاعر: [من الرجز]

477 - أين المفر والإله الطالب ... والأشرم المغلوب ليس الغالب

ولا حجة فيه لجواز أن يجعل (الغالب) اسم (ليس) وخبرها ضميرًا متصلا عائدًا على (الأشرم) ثم حذف لاتصاله، كما يحذف في نحو: (زيد ضربه عمرو) إذا قلت: زيد ضرب عمرو، وكما حذف في قول الشاعر: [من الطويل]

478 - فأطعمنا من لحمها وسنامها ... شواءً وخير الخير ما كان عاجله

التقدير: ما كانه عاجله، على معنى: عاجل الخير خيره.

543 - فاعطف بواو لاحقًا أو سابقا ... في الحكم أو مصاحبًا موافقا

544 - واخصص بها عطف الذي لا يغني ... متبوعه كاصطف هذا وابني

لما فرغ من عدد حروف العطف أخذ في بيان معانيها، وكيفية استعمالها، فقال:

فاعطف بواوٍ لاحقًا أو سابقا ... في الحكم أو مصاحبًا موافقا

فبين أن (الواو) لمطلق الجمع: فيصح أن يعطف بها لاحق أي: متأخر عن المتبوع في حصول المشاركة فيه له، كقولك: جاء زيد وعمرو بعده. وأن يعطف بها سابق، أي متقدم على المتبوع في حصول المشاركة فيه له كقولك: جاء زيد وعمرو قبله، وأن يعطف بها مصاحب، أي: موافق للمتبوع في زمان حصول ما فيه الاشتراك كقولك: جاء زيد وعمرو معه. وإلى هذا الذي ذكرته الإشارة بقوله:

..................... أو سابقا ... في الحكم .................

فرفع توهم أن يراد بـ (لاحق وسابق ومصاحب) اللحاق والسبق والمصاحبة في الوجود لا في النسبة إلى ما فيه المشاركة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015