وإلى هذا أشار بقوله:

فذو البيان تابع شبه الصفه ... حقيقة القصد به منكشفه

يعني: أن عطف البيان كالصفة في كونه كاشفًا حقيقة المقصود به، وهو مسمى المتبوع.

536 - فأولينه من وفاق الأول ... ما من وفاق الأول النعت ولي [202] //

537 - فقد يكونان منكرين ... كما يكونان معرفين

عطف البيان: لكون المقصود به من تكميل المعطوف عليه قصد النعت يستتبع لزوم موافقته المتبوع في التعريف والتنكير والإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، كما يستتبعه النعت. ومنع بعض النحويين كون عطف البيان نكرة تابعًا لنكرة، وأجازه أكثرهم، ولأجل ما فيه من الخلاف نص عليه بقوله:

فقد يكونان منكرين ... ..........................

وليس قول من منع ذلك بشيء، لأن النكرة تقبل التخصيص بالجامد، كما تقبل المعرفة التوضيح به، كقولك: لبست ثوبًا جبةً.

ونظيره من كتاب الله تعالى: (يوقد من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ) [النور /35] وقوله تعالى: (ويسقى من ماءٍ صديدٍ) [إبراهيم /16].

وأجاز أبو علي في التذكرة في (طعام) من قوله تعالى: (أو كفارة طعام مساكين) [المائدة /95] العطف والإبدال.

ومن شرط عطف البيان مغايرته المعطوف عليه في اللفظ، لكيما يحصل بانضمامه مع الأول زيادة وضوح، وعلى هذا قول الراجز: [من الرجز]

474 - إني وأسطار سطرن سطرا ... لقائل يا نصر نصر نصرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015