وأما الفعل: فأكثر ما يجيء مؤكدًا فعلا مع فاعله: ظاهرًا كان، نحو: قام زيد قام زيد، أو مضمرًا، نحو: قام أخواك قاما، ونحو: قم قم إلى زيدٍ.

وقد يجيء مؤكد الفعل خاليًا عن الفاعل، وقد اجتمع الأمران في قول الشاعر: [من الطويل]

467 - فأين إلى أين النجاء ببلغتي ... أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس

وأما الحرف: فسيأتي الكلام على توكيده.

531 - ولا تعد لفظ ضميرٍ متصل ... إلا مع اللفظ الذي به وصل

لا يجوز أن يؤكد الضمير المتصل بإعادته مجردًا، لأن ذلك يخرجه عن حيز الاتصال إلى الانفصال، بل معمودًا بمثل ما اتصل به كقولك: عجبت منك منك، ومررت بك بك.

532 - كذا الحروف غير ما تحصلا ... به جواب كنعم وكبلى

حروف الجواب: (نعم وبلى وأجل وجير وإي ولا) لصحة الاستغناء بها عن ذكر المجاب به هي كالمستقل بالدلالة على معناه، فيجوز أن تؤكد بإعادة اللفظ من غير اتصاله بشيء آخر، كقولك لمن قال: أتفعل كذا؟ نعم نعم، أو لا لا، والأولى توكيده بذكر مرادفه، كقولك: بدل نعم نعم أجل نعم، أو أجل جير، كما قال الشاعر: [من الطويل]

468 - وقلن على الفردوس أول مشربٍ ... أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره

وأما الحرف غير الجوابي فلكونه كالجزء من مصحوبه لا يجوز في الغالب أن يؤكد إلا ومع المؤكد مثل الذي مع المؤكد أو مرادفه، كقولك: إن زيدًا إن زيدًا فاضل، وفي الدار في الدار زيد.

فإن شئت قلت: إن زيدًا إنه فاضل، وفي الدار فيها زيد، فتعمل الحرف المؤكد بضمير ما اتصل بالمؤكد لأنه بمعناه، قال الله تعالى: (ففي رحمة الله هم فيها خالدون) [آل عمران /107].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015