وقال الآخر: [من البسيط]

392 - السالك الثغرة اليقظان سالكها ... مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل

(الفضل) اللابسة ثوب الخلوة، وهو نعت لـ (الهلوك) على الموضع، لأنها فاعل (المشى). وتقول: عجبت من أكل الخبز واللحم واللحم. فالجر على اللفظ، والنصب على محل المفعول، كما قال الشاعر: [من الرجز]

393 - قد كنت داينت بها حسانا ... مخافة الإفلاس والليانا

ولو قلت: عجبت من أكل الخبز واللحم، جاز على معنى: من أن أكل الخبز واللحم. واعلم أن المصدر قد يعمل عمل الفعل، وإن لم يكن في تقدير الفعل، مع الحرف المصدرى، وذلك إذا كان بدلا من اللفظ بالفعل، كقول القائل: [من الطويل]

394 - يمرون بالدهنا خفافًا عيابهم ... ويخرجن من دارين بجر الحقائب

على حين ألهى الناس جل أمورهم ... فندلا زريق المال ندل الثعالب

فجعل (ندلا) بدلا من (اندل) فلذلك يقال: إنه متحمل ضمير الفاعل، وناصب للمفعول به، وإن لم يكن مقدرًا بـ (أن) والفعل؛ لأنه لما صار بدلا من اللفظ بالفعل قام مقامه، وعمل عمله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015