والحاصل: أن (مذ، ومنذ) لا يخرجان عن أن يكونا حرفي جر بمعنى: (من أو في) أو اسمين بمعنى أول المدة، أو جميعها، مرفوعين بالابتداء، أو منصوبين على الظرفية.

381 - وبعد من وعن وباءٍ زيد ما ... فلم يعق عن عملٍ قد علما

382 - وزيد بعد رب والكاف فكف ... وقد تليهما وجر لم يكف

تدخل (ما) الزائدة على (من، وعن، والباء) فلا تكفهن عن العمل.

مثال ذلك قوله تعالى: (مما خطيئاتهم أغرقوا) [نوح /22] وقوله تعالى: (عما قليل ليصبحن نادمين) [المؤمنون /40] وقوله تعالى: (فبما رحمةٍ من الله لنت لهم) [آل عمران /159].

وتدخل أيضًا على (رب، والكاف) فتكفهما عن العمل غالبًا، فيدخلان حينئذ على الجمل، قال الله تعالى: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) [الحجر /2].

وقال الشاعر: [من الخفيف]

338 - ربما الجامل المؤبل فيهم ... وعناجيج بينهن المهار

ونحوه في الكاف قول الآخر: [من الطويل]

339 - أخ ماجد لم يخزني يوم مشهدٍ ... كما سيف عمروٍ لم تخنه مضاربه

وقد تدخل (ما) على (رب والكاف) فلا تكفهما، قال الشاعر: [من السريع]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015