وقول الآخر: [من البسط]

287 - أصخ مصيخًا لمن أبدى نصيحته ... والزم توقي خلط الجد باللعب

وأما الحال المؤكدة مضمون جملة فما كان وصفًا ثابتًا مذكورًا بعد جملة جامدة الجزءين، معرفتيهما لتوكيد بيان يتعين نحو: هو زيدٌ معلومًا، قال الشاعر: [من البسيط]

288 - أنا ابن دارة معروفًا بها نسبي ... وهل بدارة يا للناس من عار

أو فخر نحو: أنا فلان بطلا شجاعًا.

أو تعظيم نحو: هو فلان جليلا مهيبًا.

أو تحقير نحو: هو فلان مأخوذًا مقهورًا.

أو تصاغر نحو: أنا عبدك فقيرًا إليك.

أو وعيد نحو: أنا فلان متمكنًا منك.

أو معنى غير ذلك كما في نحو: هو الحق بينا، وزيد أبوك عطوفًا.

والعامل في هذه الحال من هذا النوع مضمر بعد الخبر، تقديره: أحقه، أو أعرفه، إن كان المبتدأ غير (أنا) وإن كان (أنا) فالتقدير: أحق، أو أعرف، أو اعرفني. وقال الزجاج: العامل هو الخبر، لتأوله بمسمى. وقال ابن خروف: العامل هو المبتدأ لتضمنه معنى تنبه.

وكلا القولين ضعيف، لاستلزام الأول المجاز، والثاني جواز تقديم الحال على الخبر، وأنه ممتنع.

فالعامل إذا مضمر، كما ذكرنا، وهو لازم الإضمار، لتنزيل الجملة المذكورة منزلة البدل من اللفظ به، كما التزم إضمار عامل الحال في غير ذلك على ما سيأتيك إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015