فلأجل ذلك عدلت عن هذه العبارة إلى قولي: (المذكور فضلةً لبيان هيئة ما هو له). وحق الحال النصب، لأنها فضلة، والنصب إعراب الفضلات.

والغالب في الحال أن تكون منتقلة مشتقة، أي: وصفًا غير ثابت، مأخوذًا من فعل مستعمل.

وقد تكون وصفًا ثابتًا، وقد تكون جامدة، فتكون وصفًا ثابتًا إذا كانت مؤكدة، نحو قوله تعالى: (هو الحق مصدقًا) [فاطر /31]، وزيدًا أبوك عطوفًا، أو كان عاملها دالا على تجدد صاحبها، كقولهم: (خلق الله الزرافة: يديها أطول من رجليها) ومنه قوله تعالى: (وخلق الإنسان ضعيفًا) [النساء /28] وقوله تعالى: (وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا) [الأنعام /114] وقوله تعالى: (ويوم أبعث حيًا) [مريم /33].

وإذا لم يكن كذلك فلابد من كونها منتقلة، لا تقول: جاء زيد طويلا، ولا جاء زيدً أبيض، ولا ما أشبه ذلك، لأنه بعيد عن الإفادة.

وتكون الحال جامدة إذا كانت في تأويل المشتق، كقوله تعالى: (فما لكم في المنافقين فئتين) [النساء /88]، وقوله تعالى: (فتم ميقات ربه أربعين ليلةً) [الأعراف /142]، وقوله تعالى: (هذه ناقة الله لكم آية) [الأعراف /73]، وقولهم: (هذا خاتمك حديدًا) و (هذه جبتك خزا).

والأكثر في كلامهم أن تكون الحال مشتقة، لأنه لابد أن تدل على حدث وصاحبه، وإلا لم تفد بيان هيئة ما هي له.

والأكثر فيما يدل على حدث، وصاحبه أن يكون مشتقًا، نحو: ضارب، وعالم، وكريم. وقد يكون جامدًا في تأويل المشتق، كقولهم: (مررت بقاع عرفج) أي: خشن، وبناقة علاة، أي: قوية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015