وإن كان الاستثناء متصلا بعد نفي، أو شبهه، والمستثنى متقدم على المستثنى منه، كما في نحو: ما جاء إلا زيدا أحد، وكقول الشاعر: [من الطويل]

253 - وما لي إلا آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مذهب الحق مذهب

امتنع جعل المستثنى بدلا، لأن التابع لا يتقدم على المتبوع، وكان الوجه فيه نصبه على الاستثناء، وقد يرفع على تفريغ العامل له، ثم الإبدال منه.

قال سيبويه: (حدثني يونس أن قومًا يوثق بعربيتهم يقولون: ما لي إلا أبوك ناصر فيجعلون ناصرًا بدلا، ونظيره قولك: ما مررت بمثلك أحد)، ومثل ما حكي يونس قول حسان - رضي الله عنه -: [من الطويل]

254 - لأنهم يرجون منه شفاعةً ... إذا لم يكن إلا النبيون شافع

وإن كان الاستثناء متصلا بعد إيجاب تعين نصب المستثنى، سواء تأخر عن المستثنى منه، أو تقدم عليه، وذلك نحو: قام القوم إلا زيدًا، وقام إلا زيدًا القوم.

وقد وضح من التفصيل أن المستثنى بـ (إلا) في غير تفريغ على أربعة أضرب، كما ذكرنا، وقد بينها في الأبيات المذكورة، وبين ما يختار نصبه على إتباعه، بقوله:

....... وانصب ما انقطع ... وعن تميمٍ فيه إبدال وقع

وبين ما يختار نصبه على رفعه للتفريغ بقوله:

وغير نصبٍ سابقٍ في النقي قد ... يأتي ولكن نصبه اختر إن ورد

وبين ما يختار إتباعه على نصبه بقوله:

.......................... ... وبعد نفيٍ أو كنفيٍ انتخب

إتباع ما اتصل ................ ... .........................

طور بواسطة نورين ميديا © 2015