فعلم أن الفعل القلبي إذا تأخر عن المفعولين جاز فيه الإلغاء والإعمال، تقول: زيد عالم ظننت، وإن شئت قلت: زيدًا عالمًا ظننت، إلا أن الإلغاء أحسن وأكثر، ومن شواهده قول الشاعر: [من الخفيف]
187 - آتٍ الموت تعلمون فلا ير ... هبكم من لظى الحروب اضطرام
ومثله: [من الطويل]
188 - هما سيدانا يزعمان وإنما ... يسوداننا إن يسرت غنماهما
وعلم أيضًا أنه إذا توسط بين المفعولين جاز فيه الإلغاء والإعمال، وهما على السواء، إلا أن يؤكد الفعل بمصدر أو ضميره، فيكون إلغاؤه قبيحًا، تقول: زيد ظننت عالم وإن شئت: زيدًا ظننت عالمًا، وكلاهما حسن، ولو قلت: زيدًا ظننت عالمًا منطلقًا، أو زيدًا ظننته منطلقًا، أي: ظننت الظن قبح فيه الإلغاء.
ومن شواهد إلغاء المتوسط قول الشاعر: [من البسيط]
189 - أبالأراجيز يا ابن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور
ومثله: [من الكامل]
190 - إن المحب علمت مصطبر ... ولديه ذنب الحب مغتفر