أيام الإقامة، فليتأمل.

وقال ابن الفرات: أبو نواس الحسن بن هانئ البصريّ مولى الحكم بن سعد العشيرة- سمي سعد العشيرة لأنه لم يمت حتّى ركب معه من ولده وولد ولده مائة رجل- وتوفي وعمره اثنتان وخمسون سنة، والحسن أحد المطبوعين، وكان كثير المجون.

قيل: عاتب أبو العتاهية الحسن على مجونه، فقال الحسن:

والنّفس لا تقلع عن غيّها ... ما لم يكن منها لها زاجر [1]

فقال أبو العتاهية: وددت أنّ هذا البيت بشعري كلّه، ورأى رجل الحسن في النوم فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: رحمني بأبيات قلتها، وهي:

يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة ... فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلّا محسن ... فبمن يلوذ ويستجير المجرم

أدعوك ربّ كما أمرت تضرّعا ... ولئن رددت يدي فمن ذا يرحم

ما لي إليك وسيلة إلّا الرّجا ... وجميل ظنّي [2] ثمّ إني مسلم [3]

انتهى.

وقال الحصري في كتابه «قطب السرور» : قال ابن نوبخت: توفي أبو نواس في منزلي، فسمعته يوم مات يترنّم بشيء، فسألته عنه، فأنشدني:

باح لساني بمضمر السّرّ ... وذاك أني أقول بالدّهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015