في المولود [1] ، شيئا، فاستعفيته، فقال: لا بدّ ولو بيتا واحدا، فقلت:
ونفرح بالمولود من آل برمك ... ولا سيّما إن كان من ولد الفضل
ويعرف فيه اليمن [2] عند ولاده ... ببذل النّدى والجود والمجد والفضل [3]
فأمر لي بعشرة آلاف درهم، فلما نكبوا اتصل بي الولد المولود في أسوأ حال، فقلت له: كلّ ما ترى من المال من أجلك فخذه، فلا وارث لي، وأنا أعيش في فضلك حتّى أموت، فبكى وأبى، فعزمت عليه في البعض، فأبى وكان آخر عهدي به.
وكان الفضل كثير البرّ بأبيه حتّى في السّجن، وكان في السجن ينشد قول أبي العتاهية:
إلى الله فيما نالنا نرفع الشّكوى ... ففي يده كشف المضرّة والبلوى
خرجنا من الدّنيا ونحن من أهلها ... فلسنا من الأموات فيها ولا الأحيا
إذا جاءنا السجّان يوما لحاجة ... عجبنا وقلنا جاء هذا من الدّنيا [4]
ولما بلغ الرّشيد خبر موته قال: أمري قريب من أمره، فكان كذلك.
انتهى ما قاله ابن الأهدل.
وقال ابن خلّكان [5] : كان الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي من أكثرهم كرما، مع كرم البرامكة وسعة جودهم، وكان أكرم من أخيه