وأوّل من ولي الوزارة منهم خالد بن برمك للسّفّاح. وسبب قتله أمور انضمّ بعضها إلى بعض، منها: أنه زوج الرّشيد جعفرا العبّاسة لغرض الاجتماع والمحرمية، وشرط عليه ألّا يجتمع بها، فقدر الاجتماع لحصول رغبة من العبّاسة.

حكى الشيخ شهاب الدّين بن أبي حجلة [1] في «ديوان الصبابة» أن العبّاسة كتبت إلى جعفر قبل مواقعته إيّاها:

عزمت على قلبي بأن يكتم الهوى ... فصاح ونادى إنني غير فاعل

فإن لم تصلني بحت بالسّرّ عنوة ... وإن عنّفتني في هواك عواذلي

وإن كان موت لا أموت بغصّتي ... وأقررت قبل الموت أنّك قاتلي [2]

فواقعها، وحملت منه، وولدت سرّا. فأرسلت الولد إلى مكّة. ثم اتصل خبره بالرّشيد.

ومنها أنّ الرّشيد سلّم لجعفر يحيى بن عبد الله بن الحسن المثنّى، وكان قد خرج عليه، وأمره بحبسه عنده، فرقّ له جعفر لقرابته من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واتّصاله به، فأطلقه، فلما بلغ الرّشيد إطلاقه أضمرها له. وقال:

قتلني الله على البدعة إن لم أقتله.

ومنها أنه رفعت إليه رقعة لم يعرف صاحبها مكتوب فيها:

قل لأمين الله في أرضه ... ومن إليه الحلّ والعقد

هذا ابن يحيى قد غدا مالكا ... مثلك ما بينكما حدّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015